5 دروس مستوحاة من تجارب شباب مؤسسة قطر

لربما مررت من أمام المدينة التعليمية، ولفتت نظرك تلك المباني المختلفة في ألوانها وعلوها وتصاميمها.  ولكن ما قد يغيب عن النظرة الأولى لهذا الصرح الكبير، هي تلك الهمم العالية والطاقات الشبابية التي تنطلق داخلها لتبعث في المجتمع من حولها بطاقات إيجابية وتولد إنجازات ملهمة لجميع الأفراد.

في هذه المقالة، جمعنا لكم 5 أمثلة لأبرز الشباب الذين لمعوا في مؤسسة قطر، مع نبذة عن إنجازاتهم ومقتطفات من نصائحهم لشباب اليوم.

1. “أحط نفسك بمن يدعمك ويساندك” -  دانة العنزي 1 دانة العنزي، هي خريجة جامعة جورجتاون في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، تخصص السياسة والثقافة. تعمل دانة الآن كخبيرة في قسم السياسات والأبحاث، في مؤسسة التعليم فوق الجميع، وتركّز على دعم الشباب ومناصرتهم. كما حصلت دانة على جائزة التميز العلمي مرتين، وتعتبر أن هذه الجائزة مصدر فخر كبير لها.

صنعت دانة التاريخ عندما وصلت أعلى قمة جبل كليمنجارو، لتصبح أول فتاة قطرية تصعد القمة أثناء البعثة التي نظمتها مؤسسة أيادي الخير نحو آسيا (روتا)، بهدف جمع التبرعات لبناء وترميم المدارس في غزة.

وعند حديثها عن تمكين الشباب، وبالأخص الفتيات، تؤكد دانة أهمية معرفة معنى كلمة “التمكين”، فبالنسبة لها، التمكين يعني الثقة بالنفس، وأن يكون للأفراد عزيمة وإصرار لتحدي المصاعب.

“من أهم عناصر التمكين هي البيئة التي تحيطنا، والدعم الذي نحصل عليه من أسرتنا وأصدقائنا والمجتمع ككل، فإنني أنصح الشباب بأن ينتقوا أصدقائهم، وأن يحيطوا أنفسهم بمن يدعمهم ويساندهم ويكنّ لهم الخير”.

2. “عدم التردد في تحقيق الأفكار” - الجوهرة آل ثاني 2 الجوهرة آل ثاني، طالبة في جامعة نورثوسترن في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، تخصص الإعلام والتكنولوجيا، تطمح بأن تستمر في صنع الأفلام، وأن تؤسس شركتها الخاصة للإنتاج والإعلام بعد انتهائها من المرحلة الجامعية. وبالإضافة إلى كونها مخرجة أفلام، فهي مؤلفة وكاتبة قصص، تسعى إلى إيصال أفكارها وقصصها عبر الأفلام والمسلسلات وألعاب الفيديو.

إن أكثر اللحظات التي تفخر بها الجوهرة آل ثاني، هي لحظة وصولها إلى موقع التصوير، عندما ترى طاقم التصوير يعمل بجد وإخلاص لتحقيق رؤيتها، فهذه اللحظة خيالية بالنسبة لها. تعمل حاليًا على فيلمها الخاص الذي بدأت مسيرته منذ عامين، والذي ستقوم بتصويره لدى تخرجها من الجامعة.

وتشير إلى أن ما دفعها لتصبح صانعة أفلام، كان فيلم “حرب النجوم” أو “ستار وارز”، الذي شاهدته لأول مرة عندما كانت في السادسة من عمرها، فتذكر حينها رغبتها بالقفز إلى عالم النجوم عبر شاشة الفيلم، ومنذ ذلك الوقت، أصبحت الجوهرة آل ثاني من محبي الأفلام، شغوفة بالسحر الذي تضفيه الأفلام إلى عالمنا الحقيقي.

وتنصح الجوهرة آل ثاني الطلاب بأن يدخلوا المجال الذي يهمهم، لأن العمل في المجال المفضل لديهم، سيعطيهم القدرة على المثابرة والاجتهاد مهما صعبت الأمور.

“اسعوا وراء أحلامكم وطموحاتكم، وإذا كانت لديكم رؤية أو فكرة لمشروع ما، فعليكم أن تباشروا في تحقيق هذه الفكرة دون تردد!”.

3. “التعليم هو كل شيء بالنسبة لي، لكنني أحب المبارزة” - نوف المرزوعي 3 نوف المزروعي، طالبة في جامعة جورجتاون في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، تخصص العلوم السياسية، وهي بطلة فريق قطر للمبارزة بالسيف. فازت نوف بميداليات على المستويات المحلية والإقليمية، وشاركت في بطولة الجائزة الكبرى للمبارزة في الدوحة 2018، حيث نافست رياضيين من فرق عالمية.

بدأت نوف رحلتها في المبارزة منذ سبع سنين، عندما تعرّفت لأول مرة على رياضة المبارزة بالسيف في أكاديمية أسباير، لم تدخل حينها عالم المبارزة حتى الصف الثاني عشر، ثم انضمت إلى برنامج الجسر الأكاديمي، وبخطى ثابتة، التحقت بجامعة جورجتاون في قطر.

ومن التحديات الكبيرة التي مرت بها نوف، هي الموازنة ما بين أوقات التمرين وواجباتها الجامعية.

“إن التعليم بالنسبة لي هو كل شيء، فعند دخولي الجامعة، كنت أعلم أنه سيتوفر لدي أفضل المصادر التعليمية، وأكثر الأساتذة والمعلمين كفاءة على مستوى العالم. لكنني كنت أرغب بالمبارزة في نفس الوقت. كما إن ضغط الدراسة، يشبه ضغط التمارين الرياضية، وعندما أقوم بواجباتي الجامعية في الصباح، ثم أتمرن في المساء، غالبًا ما أشعر أنني أستبدل قلمي بسيفي، فكلاهما يشبه الآخر”.

4. “عدم معرفتنا للخطط المستقبلية ليس فشلًا” – منى الأصمخ

منى الأصمخ، طالبة في الصف الثاني عشر، في أكاديمية قطر – الدوحة. بالإضافة إلى تميزها الأكاديمي في المدرسة، حققت منى نجاحات وإنجازات متتالية، منها مشاركتها الفعّالة في نموذج محاكاة الأمم المتحدة، وفوزها بالعديد من المسابقات، ونيلها جائزة التميز العلمي، وقبولها في برنامج الموهوبين في جامعة جون هوبكنز، ولكن المشروع الذي يتصدر تلك القائمة، والذي تعتبره منى أهم إنجاز لها، هو تطوير حزمة الوقاية من الملاريا.

ابتكرت منى فكرة المشروع، عندما شعرت بالقلق إزاء عدد الأطفال الذين يعانون من مرض الملاريا، فقامت بتنظيم فعاليات وأنشطة للأطفال خلال سوق التربة للمزارعين، وشملت الفعاليات تصميم ورسم المنازل، وتلوين قطع السيراميك، وغيرها من الفنون والحرف اليدوية. أما الأموال التي جمعتها، والتي تزيد عن 11 ألف ريال قطري خلال 12 ساعة، فسيتم استخدامها لشراء شبكات مُعالجة بالمبيدات الحشرية في أوغندا.

وعندما تطرقت منى إلى الحديث عن صفاتها الشخصية، وعن الدعم الذي حصلت عليه، قالت إن خبرتها في المدرسة جعلتها تشعر أنها “امرأة حديدية”، وأن البيئة المحيطة بها مميزة جدًا، لأنها تسعى إلى تمكين الطلاب وتحفيزهم على تحقيق قدراتهم وإمكاناتهم، وأن مجتمع مؤسسة قطر، يوفر للشباب شتى الفرص ليصبحوا قادة المستقبل.

“لا بأس من ألا نعرف خططنا المستقبلية، لأننا سنكبر مع الوقت وسنتغيّر، وسنكّون أفكارًا مختلفة عن اليوم الذي سبقه. إن عدم معرفتنا بالخطط المستقبلية، هو أمر طبيعي ولا يعتبر فشلًا، لكن ما أود أن أشدد عليه هو أنه علينا أن نتحلى بالصبر والعزيمة، فحتى إذا حصلنا على درجات متدنية، أو تم رفض قبولنا في جامعة ما، فعلينا أن نتأقلم وأن نُحدث تأثيرًا أينما كنا!”

5. “ابحث بإصرار عن الحلول، فهذا هو سر نجاح المخترعين” – محمد ل 5 محمد لاري طالب في السنة الأولى، في جامعة كارنيجي ميلون في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، تخصص نظم المعلومات. حصل لاري على الميدالية الذهبية أثناء مشاركته في المعرض الدولي للاختراعات في الشرق الأوسط، لاختراعه نظامًا يحدد مواقع لاعبي كرة القدم، يساعد الحكم على معرفة حالات التسلل أثناء المباراة، ويمكن تحديد مواقع اللاعبين من خلال شريحة يتم تثبيتها على قمصان اللاعبين، تعمل من خلال إرسال إشارة إلى الحكم عند حدوث حالة التسلل. يفخر محمد كل الفخر بحصوله على الميدالية الذهبية، وتمثيله دولة قطر في المعارض الدولية.

ويستمر المبتكر محمد في تنفيذ اختراعه، وتحسينه ليتم استخدامه في جميع مباريات كرة القدم، ويأمل أن يكون الاختراع جاهزًا للاستخدام أثناء مونديال كأس العالم 2022.

“كل شخص مثابر سيواجه صعوبات، ومن يريد إيجاد حلول للمشاكل التي تواجه المجتمع من حوله، فعليه أن يبحث بإصرار عن الحلول، وهذا هو سر نجاح المخترعين”.

من خلال التجارب التي ذكرناها لكم سابقًا، يمكننا أن نستخلص العديد من الدروس والنصائح التي ظهرت أثناء رحلة الإنجازات لشباب مؤسسة قطر، التي تتيح الفرص للشباب في كافة المجالات وميادين الحياة، وتؤمن بقدراتهم وإمكاناتهم، ودورهم الأساسي في التنمية المجتمعية والاقتصادية.

وأنتم، ما رأيكم؟ هل “التمكين” هو عبارة عن الدعم الذي تحصل عليه من البيئة المحيطة؟ وماذا عن تنوع الاهتمامات، هل يمكن للشباب أن يسعوا وراء اهتمامين في آن واحد؟